ثورة الشيعة
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
ثورة الشيعة
لما مات يزيد بن معاوية رأى شيعة العراق أن أهل الشام قد ضعفوا بموته ، و ظنوا أن ملك بني أمية أصبح على وشك الانهيار .. ، فوجدوا أنها فرصة عظيمة لهم لبسط نفوذهم ..
.. ، كما كانت جماعات منهم تريد الأخذ بثأر سيدنا / الحسين و أصحابه ممن قتلوهم من بني أمية .. ، فاجتمعوا و أعلنوا أنهم قد ندموا على ما كان منهم من خذلانهم للحسين و تخليهم عنه حتى قتل في كربلاء .. ، و أنهم يريدون أن يكفروا عن ذلك بالانتقام له ...
.. ، و في إحدى الاجتماعات قام خطيبهم قائلا :
(( لقد ابتلانا الله فوجدنا كاذبين في نصرة ابن بنت رسول الله .. ، فبعد أن كتبنا إليه وراسلناه .. ، و أتانا طامعا في نصرتنا ، خذلناه ، و أخلفناه ، و أتينا به إلى من قتله و قتل أولاده وقرابته الأخيار ... ، فالويل لنا جميعا .. ويلا متصلا أبدا لا يفتر ، و لا ينتهي حتى نقتل قتلة الحسين ، او نقتل دون ذلك .. ، أيها الناس قوموا في ذلك قومة رجل واحد ، و توبوا إلى ربكم .. ))
... ، فاتفقت كلمتهم على ذلك الأمر .. ، و أخذوا يبحثون عن شخص له قدره و مكانته بين المسلمين في العراق ليكون قائدا لهم ... ، فاستقر رأيهم على صحابي جليل اسمه /
سليمان بن صرد .. ، فاجتمعوا عنده في الكوفة ، و أقنعوه بالفكرة .. ، فوافقهم .. ، و بدأ يحشد الحشود من مدن العراق حتى التف حوله معظم الشيعة ... !!!
.. ، و في هذا الوقت ..
وصل إلى العراق شخص خبيث .. منافق .. كذاب .. اسمه / المختار الثقفي .. ، و رأى التفاف جماهير الشيعة حول الصحابي / سليمان بن صرد .. ، فطمع المختار الثقفي أن يكون هو ( الزعيم ) الذي يجمع الشيعة و يتحرك بهم .. ، فقد كان يحب السلطة ، و يعشق الكرسي .. ، و يحلم بذلك اليوم الذي يصبح فيه ملكا متوجا على العالم الإسلامي ... ،
فأراد أن يستغل قوة الشيعة و أعدادهم الكبيرة ليحقق بهم مطامعه .. !!!!
.. ، و لما رأى المختار حالة الندم التي عمت الشيعة ، و رغبتهم القوية في الانتقام للحسين ، قرر أن يلعب على هذا الوتر .. ، و أن ينادي في الناس بنفس تلك الشعارات الرنانة التي تجذب الناس ، و تلعب بمشاعرهم .. ، و أقصد بذلك : شعارات الانتصار لآل البيت ، و الانتقام للحسين ، و الندم على ما كان من خذلانهم .. ، و في الحقيقة أن المختار الثقفي كان لا يعنيه شيئ من ذلك .. كان لا يرى إلا نفسه و مصلحته الشخصية ، ولكنه أراد أن يركب الموجة ...!!!
.. ، و حتى يجذب إليه أعدادا من هؤلاء الشيعة الملتفين حول سليمان بن صرد ، أخذ يعيب فيه ، و يظهره في صورة الضعيف .. الغشيم .. عديم الخبرة .. الذي لا يستطيع أن يحقق للشيعة أحلامهم ، و سيوردهم المهالك ..
.. ، بينما كان المختار يمدح في نفسه بالكذب ، و يريد أن يحمد بما ليس فيه .. !!!
.. ، كانت بضاعته الكذب ..
كان يكذب و يكذب و يكذب حتى يصدقه الناس ..
.. ، يستخدم تلك السياسة الإعلامية الشهيرة التي تقول :
(( ما تكرر تقرر )) .. !!!!
.. ، فتارة يدعي أنه ملهم مبارك .. يأتيه الوحي من السماء .. ، و عنده من النورانيات ما لا يفهمها إلا الخواص من أهل الله .. !!
.. ، و تاره يزعم أنه المندوب السامي الذي أرسله المهدي المنتظر لإنقاذ الناس ... !!!
.. ، و تارة يدعي أن هذا المهدي المنتظر هو الإمام / محمد بن الحنفية ( أخو سيدنا / الحسين ) .. ، و يدعي كذبا أنه هو الذي بعث به إلى أهل العراق .. ، و أنه .. أي ابن الحنفية .. هو الأحق بالخلافة بعد موت يزيد بن معاوية .. !!
فكان مما قاله للناس :
(( أيها الناس .. لقد جئتكم من عند معدن الفضل ، و وصي الرضا .. الإمام المهدي .. ، و إن سليمان بن صرد إنما هو غشمة من الغشم ، و ليس بذي خبرة في القتال .. ، فإن خرجتم معه فسيقتل نفسه و يقتلكم معه .. ، فاسمعوا مني و أطيعوا .. ، ثم أبشروا ))
.. ، فالتفت جماعة منهم حول هذا الكذاب و صدقوه ... !!
.. ، و أصبح الشيعة على فرقتين ..
فرقة مع المختار الثقفي .. ، و جمهور الشيعة مع الصحابي / سليمان بن صرد .. !!!
و لكن ... من هو المختار الثقفي هذا ... ؟!!!
.. ، سيصيبك الذهول عندما تعرف أن هذا الكذاب المنافق البغيض هو ابن البطل المغوار / أبي عبيد بن مسعود الثقفي .. الذي مات شهيدا تحت أقدام الفيلة في معركة / الجسر الشهيرة التي هزم فيها المسلمون أمام الفرس أثناء فتوحات بلاد العراق ... !!!!
.. ، و لكن لا تعجب .. ، فقد مات ابن سيدنا / نوح عليه السلام كافرا .. ، و مات عم رسول الله صلى الله عليه وسلم كافرا .... فمن بطأ به عمله .. لم يسرع به نسبه ...
(( فإذا نفخ في الصور ، فلا أنساب بينهم يؤمئذ ولا يتساءلون
: البداية و النهاية لابن كثير .
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق