الحديث الحادي والعشرون🌺 من احاديث الاربعين النوويه للامام يحيى بن شرف النووي عليه رحمه الله

 بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه ومن والاه أما بعد :       🌺 الحديث الحادي والعشرون 🌺  من احاديث الاربعين النوويه للامام يحيى بن شرف النووي عليه رحمه الله  عن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال قلت :  (( يَارَسُولَ الله  ، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قولاً لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أحداً غَيْرِك . قَال : قُل : آمَنْت بِاَلله  ثُمَّ اسْتَقِمْ ))  رواه مسلم  قال شيخنا صالح العصيمي حفظه الله تعالى الحديث رواه مسلم فهو من أفراده عنه  وفيه الأمر بالاستقامه وهي إقامه العبد نفسه على دين الاسلام ويسمى صراطاً مستقيماً  فالمستقيم هو المقيم على شرائع الاسلام المتمسك بها ظاهراً وباطناً  واشير الى الاسلام بقوله (( قُلْ آمَنْتُ بِاَلله  )) ثم أمر بالاستقامه  انتهى كلامه حفظه الله  نقول وبالله التوفيق  هذا الحديث رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث سفيان بن عبدالله الثقفي رضي الله عنه   قول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ((قُلْ آمَنْتُ بِاَلله ثُمَّ اسْتَقِ...

الحديث الثامن عشر من احاديث الاربعين النوويه

 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه ومن والاه أما بعد ؛

 الحديث الثامن عشر 

من احاديث الاربعين النوويه للامام يحيى بن شرف النووي عليه رحمة الله 




عن ابي ذر جندب بن جناده وابي عبد الرحمن معاذ بن جبل رضي الله عنهما عن رسول الله {صلى الله عليه وسلم } قال : (( اتَّقِ الله  حَيْثُمَا كُنْتُ ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ))

رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي بعض النسخ حسن صحيح

 قال شيخنا صالح العصيمي حفظه الله : الحديث رواه الترمذي وحده من اصحاب السنن رواه عن ابي ذر وعن معاذ بن جبل رضي الله عنهما ، واسناده ضعيف وروى من وجوه لا يثبت منها شيء 

الامر هنا بثلاث خصال من خصال الخير 

 الاولى: تقوى الله 

 الثانيه : اتباع السيئه الحسنه 

وهو فعل الحسنه بعد السيئه


 , فإذا اصاب العبد سيئه فهو مأمور باتباعها بحسنه وله مرتبتان :

 ١ - الاتباع بقصد إذهاب السيئه

 ٢ - الاتباع من غير قصد الإذهاب 

فيتفق للعبد ان يعمل سيئه ثم يأتي بعدها بحسنه

 الثالثه : ان تخالق الناس بخلق حسن 

والخلق له معنيان : 

١ -  عام : وهو الدين (( وَإِنَّك لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) اي دين عظيم قاله مجاهد وغيره

٢-  خاص : وهو المعامله مع الناس وهو المقصود هنا وحقيقته الاحسان اليهم بالقول والفعل

 انتهى كلامه حفظه الله 


نقول وبالله التوفيق 

هذا الحديث رواه الامام الترمذي وقال حديث حسن 

وهذا الحديث يشمل حقوق الله عز وجل وحقوق العباد 

و يبدأ بالوصايه بالتقوى

والتقوى : وصيه الله للاولين والاخرين قال تعالى (( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا الله )) سوره النساء

 والتقوى : هي فعل ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه 

قال الشاعر : 

 خل الذنوب صغيرها * وكبيرها ذاك التقى 

واصنع كماش فوق * ارض الشوك يحذر ما يرى 

لا تحقرن صغيرة * ان الجبال من الحصى 

و تحقيق التقوى فريضه لذا أمر الله تبارك وتعالى بها

 قال تعالى (( وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ))

وقال تعالى (( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إلَى الله )) سوره البقره 

والمتقون قله في عباد الله 

فقد كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله الى رجل 

(( أُوصِيكَ بِتَقْوَى الله عَزَّ وَجَلَّ ، الَّتِي لَا يَقْبَلُ غَيْرَهَا ، وَلَا يَرْحَمُ إلَّا أَهْلَهَا ، و لَا يُثِيب إلَّا عَلَيْهَا ، فَإِن الواعظين بِهَا كَثِيرٌ ، وَالْعَامِلِين بِهَا قَلِيلٌ ، جَعَلَنَا الله وَإِيَّاكَ مِنْ الْمُتَّقِينَ ))

اللهم اجعلنا جميعا من المتقين 

وكتب رجل من السلف الى اخٍ له (( أُوصِيك وَأَنْفُسَنَا بِتَقْوَى الله فَإِنَّهَا مِنْ أَكْرَمِ مَا أَسْرَرْتُ وازين مَا أَظْهَرْتُ وَأَفْضَلُ مَا ادَّخَرْتَ أَعَانَنَا الله وَإِيَّاكَ عَلَيْهَا وَأَوْجَب لَنَا وَلَك ثَوَابُهَا ))

 ومن التقوى ان تستحي من معصيه الله ان يراك كما تستحي من رجل من صالحي قومك ولا تجعل ربك اهون الناظرين اليك


 اذا ما خلوت يوما بريبه *  والنفس داعيه الى الطغيان

 فاستحي من نظر الاله وقل ** ان الذي خلق الظلام يراني

 وراود رجلا اعرابيه وقال :  ما يرانا إلا الكواكب ، فقالت : واين مكوكبها ؟ اي وأين الله ؟ سبحانه وتعالى 

والتقوى في السر يظهر أثرها على العبد

 قال سليمان التيمى : (أَنَّ الرَّجُلَ لَيُصِيبُ الذَّنْبِ فِي السِّرِّ فَيُصْبِحُ وعَلَيْه مذلته )

وقال غيره : ( أَنَّ الْعَبْدَ لَيُذْنِبُ الذَّنْبَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله ، ثُمّ يَجِئ إلَى إخْوَانِه فَيَرَوْن أَثَرِ ذَلِكَ عَلَيْهِ )

قوله {صلى الله عليه وسلم } ((وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا))  امر العبد اذا ما وقع في ذنب ان يتبعه بحسنه لتمحى تلك السيئه كما قال تعالى ( وَأَقِمْ الصَّلَاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنْ اللَّيْلِ إنْ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) سوره هود 

وقال تعالى في سوره ال عمران ( وَسَارِعُوا إلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاَلله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَاَلَّذِينَ إذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا الله فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا الله وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مافعلوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ )

فالانسان قد يقع في ما حرم الله من صغائر وكبائر ، ولكن المتقين يبادرون بالتوبه والاستغفار والندم ، والله يغفر ويرحم والتائب من الذنب كمن لا ذنب له 

ومعنى ذلك 

ان الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب كلها بالتوبه كبيرها وصغيرها 

ولابد للكبائر من توبه وانابه حتى يغفرها الله عز وجل مع الاكثار من


العمل الصالح

 لاسيما بر الوالدين فإن الله يكفر به عظام الذنوب 

ويدل على ذلك ما رواه الامام احمد والترمذي ان رجلا اتي النبي{ صلى الله عليه وسلم } (( فَقَال : يَا رَسُولَ الله إنِّي أَصَبْت ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ ، فَقَال : أَلَك أُمٌّ ؟ ، قَال : لَا ، قَال : أَلَك خَالِة ؟ ، قَال : نَعَم ، قَال : فَبِرَّهَا ))

ولكن هل تمحى الذنوب بالتوبه ام ان الله سبحانه يغفرها ولكنها تبقى في صحيفه العبد حتى يقرره الله بها يوم القيامه ثم يمحوها بعد ذلك ؟

 الجواب ........

في ذلك قولان للسلف والاظهر القول الثاني

 انها تبقى حتى يقرره الله عز وجل بها ثم يمحوها برحمته

 قال ابو هريره رضي الله عنه ( يُدْنِي الله الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَضَع عَلَيْه كَنَفِه ، فَيَسْتُرُه مِنْ الْخَلَائِقِ كُلِّهَا ، وَيَدْفَعُ إلَيْهِ كِتَابٌ فِي ذَلِكَ السَّتْر ، فَيَقُول : اقْرَأْ يَا ابْنَ آدَمَ كِتَابِك فَيَقْرَأ ، فَيَمُرّ بِالْحَسَنَة فَيَبِيض لَهَا وَجْهَه ، وَيُسِرُّ بِهَا قَلْبُهُ ، فَيَقُول : أَتَعْرِف يَا عَبْدِي ؟ فَيَقُول : نَعَم ، فَيَقُول : إنِّي قِبْلَتَهَا مِنْك ، فَيَخِرّ ساجداً ، فَيَقُول : ارْفَعْ رَأْسَكَ و عَدّ فِى كِتَابِك فَيَقْرَأ ، فَيَمُرّ بِالسَّيِّئَة فيسود لَهَا وَجْهَه ، وَيُوجَّل لَهَا قَلْبُهُ ، وَتَرْتَعِد لَهَا فَرَائِصُه ، فَيَقُولُ الله : أَتَعْرِف يَا عَبْدِي ؟ فَيَقُول : نَعَمْ يَا رَبِّ ، فَيَقُول : إنِّي غفرتها لَك ، فَيَسْجُد فَلَا يَرَى مِنْهُ الْخَلَائِقُ إلَّا السُّجُودَ حَتَّى يُنَادِيَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ، طُوبَى لِهَذَا الْعَبْدِ الَّذِي لَمْ يَعْصِ الله قَطُّ وَلَا يَدْرُونَ مَا قَدْ لَقِيَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الله عَزَّ وَجَلَّ ) 

وليحذر العبد من عواقب الذنوب او التفريط في التوبه فإنها قد تأكل حسناته

 قال حذيفه رضي الله عنه (  قَذْفَ الْمُحْصَنَةِ يَهْدِم عُبَادَة مِائَةِ سَنَةٍ )

ويدل على ذلك حديث صاحب الرغيف الذي عبد الله في صومعة سبعين سنه ، ثم زينت له امراه فكان معها سبعه ايام وسبع ليال ، ثم كشف عنه فخرج تائبا ، فأتى مساكين فبات معهم ، فتصدق على كل واحد برغيف ، واعطى هو رغيف ففقده صاحبه الذي كان يعطاه فلما علم بذلك اعطاه الرغيف واصبح ميتا

 فوزنت عباده سبعين سنه بسبع ليال فرجحت الليالي ، ووزنت السبع ليالي بالرغيف فرجح الرغيف برحمة الله سبحانه وتعالى 

وقوله {صلى الله عليه وسلم } (وَخَالِقْ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ) فهذا من خصال التقوى و لا تتم الا به ؟؟؟؟؟!!!

لان التقوى تشمل حقوق الله وحقوق العباد 

وحسن الخلق هو : طلاقة الوجه وبذل المعروف وكف الاذى وحسن الخلق هو : اثقل ما يوضع في ميزان العبد يوم القيامه 

وحسن الخلق يبلغ بصاحبه درجه الصائم القائم كما اخبر النبي {صلى الله عليه وسلم } 

وهو ايضا اكثر ما يدخل الناس الجنه 

"اكثر ما يدخل الجنه تقوى الله وحسن الخلق :

وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه وسلم

شرح /نبيل الوهيدي عفا الله عنه 🌴🌴

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة ثابت بن أسلم البناني الذي تمني الصلاة في قبره

معركة ذات السلاسل وقعت على أرض الكويت

قائد كتيبة الموت سيدنا عكرمة أحداث اليرموك