بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الرابع (الفقه) 🌹
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه ومن والاه أما بعد:
الباب الثالث من أبواب كتاب الطهارة وهو باب قضاء الحاجة.... قال أبو محمد ابن قدامة عليه رحمة الله "يستحب لمن أراد دخول الخلاء أن يقول بسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث"…" ومن الرجس النجس،الشيطان الرجيم"...قال يستحب لمن أراد دخول الخلاء أي من أراد أن يقضي حاجته قبل الدخول يستحب له أن يقول بسم الله.....وذلك لما ثبت من حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول "بسم الله".. أن الإنسان إذا قال بسم الله قبل دخول الخلاء فإنه تستر عورته من أعين الجن.
وأما قول "أعوذ بالله من الخبث والخبائث" فقد ثبت من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"
والخبث: جمع خبيث .
والخبائث جمع خبيثة.
وهم ذكران الجن وإناثهم.
وأما قوله "ومن الرجس النجس ،الشيطان الرجيم" فقد ورد بذلك حديث ضعيف…
وإذا خرج قال"غفرانك" أي إذا خرج من الخلاء فإنه يقول "غفرانك،الحمد لله الذي أذهب عني الأذى، وعافاني"
أما قول" غفرانك" فقد ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الخلاء قال:" غفرانك"...وأما قول "الحمد لله الذي أذهب عني الأذى ،وعافاني"فقد ورد به حديث ضعيف أيضاً..
"ويقدم رجله اليسرى في الدخول،واليمنى في الخروج"... يعني إذا أراد الإنسان أن يدخل الخلاء يدخل برجله اليسرى،وعند الخروج يخرج برجله اليمنى.لان اليمنى في الشرع لما يكرم، واليسرى لما يهان.لذلك نحن نصافح باليمنى ونأكل بها وأما اليسرى نغسل بها النجاسة وما شابه ذلك.
"ولا يدخله بشيء فيه ذكر الله تعالى إلاّ من حاجة"يعني يكره أن يصتصحب الإنسان داخل الخلاء شيئاً فيه ذكر الله تعظيماً لما فيه ذكر الله عز وجل..قال ابن قدامة:"ويعتمد في جلوسه على رجله اليسرى"...لماذا⁉
-لأنه أسهل لخروج الخارج وحتى لا يطيل المكث في الخلاء.
قال" وإن كان في الفضاء أبعد واستتر". يعني لو كان يقضي حاجته في داخل الأماكن المعدة لذلك فلا بأس أن يكون قريباً، وإن كان في الفضاء أي في الصحراء ونحوها أبعد حتى يستر عورته وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اراد الخلاء يعني مكان البراز انطلق حتى لا يراه أحد انطلق بعيداً حتى لا يراه أحد....
قال"وارتاد لبوله موضعاً رخوا" يعني لا يبول الإنسان في موضع صلب لأن المكان الصلب يرتد رزاز البول عليه ،أما الموضع الرخو فلا يرتد على من يقضي حاجته...قال"ولا يبولن في ثقب ولا شق ولا طريق ولا ظل نافع ولا تحت شجرة مثمرة".
لأن الشقوق والثقوب هي مساكن الجن فلو أن الإنسان الذي يقضي حاجته يؤذي الجن بهذا الفعل فإنه يرد الأذى عليه وقيل أيضاً يخشى أن يكون فيها شيء من الهوام كالعقارب والحيات ونحوهما فتخرج على الإنسان فتؤذيه لذلك كرهوا أن يقضي حاجته في الشقوق والثقوب،
وأيضا "ولا طريق ولا ظل نافع ولا تحت شجرة مثمرة"يعني إذا قضى حاجته في طريق الناس أو في ظل نافع أو تحت الشجرة المثمرة هذا محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اتقوا الملاعن الثلاثة البراز في الموارد، وقارعة الطريق،والظل"
قارعة الطريق: يعني وسطه.
وهذه الأماكن يحرم قضاء الحاجة فيها .
قال:"ولا يستقبل شمسا ولا قمرا، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها"
وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها، ولكن شرقوا او غربوا" ...يحرم استقبال القبلة واستدبارها أثناء قضاء الحاجة وأما إستقبال الشمس والقمر فقالوا ذلك قياسا بالقبلة لأنهم قالوا إذا كان استقبال القبلة واستدبارها محرم فكذلك الشمس والقمر ولكن هذا قياس مع الفارق.
قال ابن قدامة:" ويجوز ذلك في البنيان". يعني حرمة استقبال القبلة واستدبارها في الصحراء في الفضاء وأما في البنيان كحمامات البيوت فإن ذلك لا يحرم لكن الأولى ألا يكون مستقبل القبلة ولا مستدبرها ولكنه ليس حرام...
لأنه ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال رقيت بيت حفصة أي أخته فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم مستقبل الشام مستدبر الكعبة يقضي حاجته .فهذا يدل على أن فعل ذلك في البنيان ليس بحرام .
قال:"فإذا انقطع البول مسح من أصل ذكره إلى رأسه" يقصدون بذلك حتى يتخلص من أثر البول ولكن بعض العلماء نهى عن هذا الفعل وقال بأنه يسبب سلس البول .
قال:" ولا يمس ذكره بيمينه ولا يتمسح بها" وذلك لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وهذا الفعل مكروه،قال النبي صلى الله عليه وسلم"*لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه ،ولا يتمسح من الخلاء بيمينه"*.
ثم قال:"ثم يستجمر وترا،ثم يستنجي بالماء"
يستجمر: يعني يمسح أثر البول أو أثر الغائط بالحجارة أو بالمناديل او نحوهما مما ينقي المحل،وبعد أن ينتهي من الإستجمار يستنجي بالماء والجمع بين الإستجمار بالحجارة وبالإستنجاء بالماء هو على سبيل الإستحباب ولو اقتصر على أحدهما أجزأه.
ولذلك قال بعد ذلك*فإن اقتصر على الإستجمار أجزأه * لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك والصحابة يستجمرون فقط وقد يستنجي بالماء فقط كما في حديث أنس بن مالك ،ولو جمع بينهما فهو أفضل.
وإنما يجزىء الإستجمار إذا لم تتعدى النجاسة موضع الحاجة....يعني طالما النجاسة لم تنتشر ولم تتفرق فيجزىء الإستجمار أما إذا انتشرت وتعدت موضع خروجها فإنه حين إذ لا يجزىء الإستجمار وإنما لا بد من الغسل بالماء.
قال"ولا يجزىء أقل من ثلاث مسحات منقية" يعني إذا استجمر بالحجارة او بالمناديل او نحوهما فأقل ما يجزىء ثلاثة.. ثلاث مسحات، وبشرط تكون منقية.واذا لم تنق فيزيد إلى خمسة فإذا لم تنق يزيد إلى سبعة... يعني سوف يكون العدد وترا وأقل ذلك ثلاثة يعني لا يجزىء مسحة ولا مسحتين..
قال"* ويجوز الإستجمار بكل طاهر إلاّ الروث والعظام وماله حرمة*"..والطاهر أي شيء طاهر مثل المناديل والحجارة وغيرهما أي شيء ينقي المحل يجزىء به الإستجمار إلاّ الروث والعظام وماله حرمة والله أعلم إلاّ الروث والعظام لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك قال:"لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن".
والروث: هو روث الحيوان.
وذلك لأن روث الحيوان تكون علف لدواب إخواننا من الجن،والعظام تكون طعام للجن المسلم.أول ما يذكرون اسم الله عليها فإنها تعود مكسية باللحم كما كانت، ويعود روث الحيوان مثل العلف الذي أكله.
وذلك لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهم بهذا، وكذلك إذا كان يحرم الروث والعظام لأنه زاد إخواننا من الجن..
فإن طعام الإنسان من باب أولى فلا يجوز للإنسان أن يستنجي بطعام الإنسان لأن له حرمة والله اعلم.......
وبهذا ينتهي باب قضاء الحاجة كما ذكره ابن قدامة....... والله أعلا وأعلم...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيرة........
والحمد لله رب العالمين
تم بفضل الله🌹
بقلم :داعية الشام✍🏻
لفضيلة الشيخ: نبيل الوهيدي بارك الله فيه وحفظه.
تعليقات
إرسال تعليق