بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثاني (فقه)🌹
🌿بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه ومن والاه أما بعد:
🍃هذا هو الدرس الثاني في شرح كتاب العمدة لابن قدامة عليه رحمة الله وما زلنا في باب المياه.
🌾وصلنا إلى قوله عليه رحمة الله *وإذا شك في طهارة الماء أو غيره أو نجاسته بنى على اليقين*.
معناها أن الإنسان إذا شك أن هذا الماء طاهر ام انه نجس أو غير الماء
هل هذا الثوب طاهر او هو نجس.
*بنى على اليقين*.
يعني إذا كان الأصل فيه أنه طاهر وشك في النجاسة فيكون طاهراً.
🍃 *مثلا*:
إذا كان لدي إناء فيه ماء وأنا متأكد أنه طاهر لم تصبه نجاسة ثم تناثر شيء من البول فشككت هل سقط شئ من البول في الإناء أو لم يسقط فيه شئ نقول: *الأصل عندي الطهارة أنا متأكد أنه ماء طاهر وشككت في وقوع النجاسة فيبقى اليقين كما هو أي أنه طاهر*.
⚡هذا معنى قوله رحمه الله.
🌾ثم قال: *وإن خفي موضع النجاسة من الثوب أو غيره غسل ما يتيقن به غسلها*.
🍃على سبيل المثال🍃:
وقعت نجاسة على كم من أكمام الثوب ثم نسيت هل هو الأيمن أم الكم الأيسر وحاولت أن أتذكر وحاولت أن أتبين فلم اتذكر ولم اتبين فهنا اليقين أن أغسل الاثنين جميعاً حتى أتيقن أني غسلت النجاسة..
👌🏻فلو غسلت واحدة ما زلت أشك أني غسلت الكم الذي أصابته النجاسة أم الآخر.
🌾 ثم قال: *وإن اشتبه ماء طهور بنجس ولم يجد غيرهما تيمم وتركهما*.
🍃 *مثلا*:
عندي إناءان إناء فيه ماء طاهر وإناء فيه ماء نجس ولم يتبين لي أيهما الطاهر وأيهما النجس فأقول هنا.....
أتركهما جميعاً لأني إن توضأت فربما يكون هو النجس فأتركهما جميعاً وأتيمم فأعتبر أني لم أجد ماءا..‼
وذلك لقول الله تعالى { *فلم تجدوا ماء فتيمموا*}.
فكأنه الآن ليس واجداً للماء.
🌾ثم قال: *وإن اشتبه طهور بطاهر توضأ من كل واحد منهما*.
أي ماء *طهور* هو الباقي على خلقته طاهر مطهر.
و *الطاهر* هو الذي خالطه شيء طاهر فغيره فهو طاهر غير مطهر.
👌🏻فيقول: *توضأ من كل واحد منهما*⁉‼
اختلف الحكم هناا⁉
لأني إن توضأت من الماء الطاهر مرة ومن الطهور مرة فأكون قد توضأت من ماء طاهر مطهر بيقين ولم يضرني الوضوء من الماء الآخر⁉ لأنه طاهر لا يؤثر.
⚡👌🏻أما إذا كان ماء طاهر وماء نجس فلو توضأت من كل واحد مرة فإن الماء النجس ينجس ثيابي وينجس بدني ولذلك اختلف الحكم في هذه المسألة.
🌿وهناك قول آخر هو *أن الإنسان يتحرى في الماء الطاهر ويتوضأ به.
⚡القول الثاني هو الأظهر والله أعلم⚡.
🌾ثم قال: *وإن اشتبهت ثياب طاهرة بنجسة صلى في كل ثوب بعدد النجس وزاد صلاة*.
معنى ذلك مثلاً:
واحد عنده ثلاث أثواب ووقع بول على ثوب منها وهو لا يعرف أي ثوب وقع به البول فهو لا يعرف نقول له توضأ والبس ثوب وصلي ثم إلبس ثوب آخر وصلي⁉⁉
قالوا لأنه إذا صلى الصلاة الأولى في ثوب نجس فإن الثانية ستكون في ثوب طاهر فيكون صلى مرة بيقين.
👌🏻لكن لو صلى مرة واحدة في ثوب واحد فقد يكون هذا الذي تكون فيه النجاسة فيكون هنا لديه شك في صلاته وهم يقولون لا بد من زوال الشك.
⚡وهناك قول آخر أن الإنسان ينظر في الثياب فما يغلب على ظنه أن الثوب طاهر فليصلي فيه ولا حرج عليه..وهذا القول *أقرب من القول الأول*.
🌾ثم قال: *وتغسل نجاسة الكلب والخنزير سبعا إحداهن بالتراب*.
أما الكلب فقد ورد فيه النص...
النبي صلى الله عليه وسلم قال " *طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب*.
ولغ:اي شرب الكلب من الإناء.
فنقول هذا الإناء لا بد أن يغسل سبع مرات واحدة منهن بالتراب مع الماء..
يعني نضع ماء وتراب وأغسله وبعده ست مرات بالماء بغير تراب.
⚡فهذا في الكلب⚡.
👌🏻أما الخنزير قالوا: الخنزير يقاس على الكلب ⁉
لأن الخنزير أشد نجاسة من الكلب.
وبعض العلماء يقول هذا الحكم خاص بالكلب وأما الحنزير فلم يرد فيه نص ولكن يغسل بعض المرات ولا يشترط سبعا إحداهن بالتراب.
🌾ثم قال: *ويجزىء في سائر النجاسات ثلاث منقية*.
سائر النجاسات:أي غير الكلب والخنزير⁉
لأن الكلب والخنزير هما أعلى شيء في النجاسة.
أما النجاسة الأخرى كالبول والغائط والدم وروث الحيوانات التي لا يأكل لحمها فهذه يجزىء فيها ثلاث منقية أي تغسل ثلاث مرات بشرط تنقي النجاسة.
👌🏻يعني لو وقع بول على ثوب نغسله ثلاث مرات بشرط ان نزيل النجاسة فلو لم تذهب نزيد مرة..... وهكذا
⚡ أقل شيء عندهم ثلاث مرات أما إذا كانت النجاسة بالأرض...
🌾 *فصبة واحدة تذهب بعينها واستدلوا بحديث الأعرابي*:
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل صبوا على الأرض سبع مرات ماءا ولا ثلاث إنما قال *ذنوبا من ماء*..
فلو أن الصبة الواحدة تطهر النجاسة فهي كافية لكن إذا لم تكف وما زالت النجاسة ظاهرة فنزيد حتى تزول النجاسة.
🌾ثم قال: *ويجزىء في بول الغلام الذي لم يأكل الطعام النضح*.
النضح:يعني الرش.
الغلام المقصود الذكر إذا تبول وهو لم يأكل الطعام يعني يرضع فقط.
👌🏻فهذا إذا تبول على الملابس نرش مكانها فقط بهذا تتطهر.
أما البنت يغسل بولها سواء كانت تأكل الطعام أو ترضع اللبن فبولها حكمه واحد و *كذلك المذي*.
المذي:هو ماء أبيض ثخين يخرج من القبل للذكر والأنثى بسبب الشهوة ولا تنقضي به الشهوة
فهذا أيضاً إذا وجد مذيا فإنه يغسل الفرج وأما الثوب فيرشه يعني لا يشترط أني أنا أغسل الثوب أصب الماء وأدعكه وإنما آخذ ماءا وأرشه على مكان المذي فقط.
🌾ثم قال: *ويعفى عن يسيره ويسير الدم وما تولد منه من القيح والصديد ونحوه*.
يسيره: أي يسير المذي ويسير الدم.... أي النجاسة اليسيرة.
إذا كان يسير يعفى عنه أما الكثير الذي يفحش في النفس فهذا لا بد أن يغسل ولذلك *مثلاً*:
دم الذباب والناموس والبراغيت وإذا جرح الإنسان وخرج منه دم يسير فهذا يعفى عنه⁉
لأنه يسير.
🌾قال: *مني الآدمي وبول ما يأكل لحمه طاهر*.
مني الآدمي طاهر⁉
لأنه لا دليل يدل على نجاسته وهو مادة خلق الإنسان وكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تفركه من ثوب النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن تغسله فلو كان نجسا لغسلته.
وبول ما يأكل لحمه طاهر: يعني ما يأكل لحمها مثل البقر والإبل....
بولها وروثها طاهر.
يعني اذا أصاب الثوب ليس بنجس لا ينجس الثياب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" *صلوا في مرابض الغنم*".
فلو كنا نصلي في مرابضها وهي تبول فيها وتروث فإنه يدل على طهارة البول والروث لها.
🍃وما يأكل لحمه وأما ما لا يأكل لحمه كالحمار والبغل فإن بولها وروثها نجس.
بهذا نكون انتهينا من باب المياه..
هذا والحمد لله🌹
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
تم بفضل الله🌹
بقلمي:داعية الشام✍🏻
شرح : نبيل الوهيدي عفا الله عنه
تعليقات
إرسال تعليق