كتاب الطهارة ..شرح كتاب العمدة لابن قدامة🌹

بسم الله الرحمن الرحيم
       شرح كتاب العمدة لابن قدامة🌹

الدرس الأول {فقه}
🎙️14:23🎙️
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاه والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
🍃 *نبدأ مستعيينين بالله في شرح كتاب العمدة لابن قدامة عليه رحمة الله*.
👌🏻وابن قدامة هو الشيخ *موفق الدين أبو محمد بن قدامة المقدسي* صاحب كتاب" *المغني في الفقه*" والذي اختصره في كتاب" *الكافي*" ثم اختصر كتاب الكافي في كتاب" *المقنع*" ثم اختصر كتاب المقنع في كتاب " *العمدة*" وهو الكتاب الذي بين أيدينا.

⚡وابن قدامة ولد في جماعيل من سوريا سنة *٥٤١* من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.

⚡ثم قدم إلى دمشق سنة *٥٥١* من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم،ثم قرأ القرآن،وسمع الحديث الكثير،ورحل إلى العراق مرتين، وحج في سنة ٥٧٣ من الهجرة
🍃وتفقه في بغداد على مذهب الإمام أحمد،وبرع وأفتى وناظر وتبحر في فنون كثيرة مع زهد وعبادة وورع وتواضع،وجود وحياء ،ونور وبهاء،وكثرة تلاوة،وصلاة وصيام وقيام،واتباع للسلف الصالح.

🍂توفي ابن قدامة *يوم عيد الفطر ٦٢٠للهجرة*وقد بلغ الثمانين وكان يوم سبت وحضر جنازته خلق كثير رحمه الله تعالى.

✳ *كتاب الطهارة*:
الفقه ستة وثلاثون كتاباً مثلاً:كتاب الطهارة....كتاب الصلاة.....
*والكتاب* يقسم إلى أبواب مثلاً: كتاب الطهارة يبدأ بباب المياه ثم باب الآنية ثم باب قضاء الحاجة ثم باب السواك وخصال الفطرة ثم......ألخ.... إلى باب الحيض.

🌾باب أحكام المياه🌾
قال ابن قدامة رحمه الله تعالى:" *خلق الماء طهورا*" قال العلماء " *طهور* " هو الباقي على خلقته.
أي أن الماء كما خلقه الله بقي كما هو ماء المطر كما هو لم يتغير وماء النهر وماء البحر المالح كما هو طالما أنه لم يتغير فهو طهور..
وهو طاهر في نفسه مطهر لغيره الله سبحانه وتعالى قال في سورة الفرقان " *وأنزلنا من السماء ماء طهورا*".
👌🏻 وهذا الماء الطهور يصلح للتطهير يعني للوضوء والغسل ونغسل به النجاسة قال تعالى في سوره الأنفال: " *وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به*".
أي هو صالح للتطهير،خلق الماء طهورا أي طاهر مطهر.

🍃وقال بعدها :" *يطهر من الأحداث والنجاسات*".

👌🏻 الأحداث: أي الأحداث الصغرى والكبرى
 أي الذي نتوضأ به هذا حدث *أصغر* ونغتسل به من الجنابة والحيض والنفاس وهذا هو حدث *أكبر* .

✳فالماء الطهور يطهر من الأحداث الصغرى والكبرى أي نتوضأ به ** وهذا حدث أصغر ومن *الجنابة والحيض والنفاس* وهذا حدث أكبر.

☘قال :" *ولا تحصل الطهارة بمائع غيره*".
والمائع:يعني سائل

فلا الزيت ولا البانزين ولا غير ذلك  يصح به الوضوء وهذا صحيح قال تعالى: " *فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا*".

⚡فنقلنا من الطهارة بالماء إلى الطهارة بالتراب فلو كان هناك سائل آخر غير الماء يصح أن نتطهر به لأرشدنا الله إليه لكن لما لم يكن هناك سائل آخر يتطهر به غير الماء نقلنا من الطهارة بالماء إلى الطهارة بالتراب.

       🌾تطهير النجاسة🌾
لا يصح إزالة النجاسة إلاّ بالماء فلو أن الثوب أو البدن أصابه نجاسة لا تزول إلاّ بالماء.

والصواب في هذه المسألة ما ذهب إليه كثير من العلماء وهو ترجيح شيخنا وحيد بالي  حفظه الله
أن *إزالة النجاسة  تكون بالماء وبغير الماء لأن النجاسة ثبت أنها تزول بغير الماء....
كأحاديث الإستجمار  "  *نحن نستجمر بالحجارة حتى مع وجود الماء*" .
✅أو المناديل وهذا يصح وأيضاً يدل على ذلك حديث "يطهره ما بعده"  في ثوب المرأة إذا مر بنجاسة.

ثم قال: " *إذا بلغ الماء قلتين او كان جاريا لم ينجسه شيء إلا ما غير لونه أو طعمه أو ريحه*"  .
والقلتان: مائة لتر وثلاثة أخماس لتر
👌🏻ويدل على ذلك حديث بئر بضاعة وكان يلقى به *لحوم الكلاب والنتن والحيض أي الخرقة التي تحتشي بها المرأة الحائض....*
والصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا يلقون تلك الأشياء في البئر وإنما كانت تجرفه السيول فتسقط في بئر بضاعة.
ولما سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم عن الوضوء من بئر بضاعة  قال" إذا بلغ الماء فلتين لم يحمل الخبث "
ومعنى ذلك أن الماء إذا بلغ فلتين فهو كثير لا يحمل النجاسة طالما لم يتغير .

🍃 قال:" *إلاّ ما غير لونه أو طعمه أو ريحه*.
أي إذا تغير الماء يصير نجسا ولو كان كثيرا
وما سوى ذلك ينجس بمخالطة النجاسة.
أي كل ما كان دون القلتين من الماء  ينجس بمجرد ملاقاة النجاسة
✴ أي إذا كان الماء أقل من قلتين وكان غير جار ونزل به نجاسة ينجس ⁉‼
قالوا لأنه قليل وهناك قول آخر للعلماء في هذه النقطة وهي أن الماء إذا كان قليلاً ووقعت به النجاسة فإنه لا يتنجس بملاقاة النجاسة إلاّ إذا تغير لونه او طعمه او ريحه وهذا القول الثاني هو *الصواب*.

👌🏻ويدل عليه  حديث بول الأعرابي الذي بال في طائفة المسجد فقال  النبي صلى الله عليه وسلم "دعوه  "اي اتركوه "وأريقوا على بوله سجلا من ماء او ذنوبا من ماء."
*ذنوبا من ماء*: وهو اقل من قلتين من الماء بكثير فلو كان الماء دون القلتين يتنجس ب

مجرد ملاقاة النجاسة لتنجس هذا الذنوب..
🍁ولكن لما طهرت الأرض به فيكون الصحيح في هذه المسألة أننا لا ننظر إلى قلة الماء أو إلى كثرته ولكن ننظر إلى التغير،
اذا وقعت النجاسة في الماء فتغيير فيصير نجسا وأما إذا وقعت النجاسة في الماء فلم يتغير لا لونه ولا طعمه ولا ريحه نقول هو *طهور كما هو ويستعمل في الطهارة وفي الوضوء وفي الغسل*..

🌿ثم ذكر ابن قدامة القسم الثالث من الماء ذكرنا:
*الماء الطهور*: مثل ماء الأنهار والبحار وماء الأمطار وهو الباقي على خلقته.
*الماء النجس*: الذي تغير بملاقاة النجاسة.
*الماء الطاهر*: وهو الماء الذي خالطه شيء طاهر مثل *الصابون،والشاي، ....* إذا تغير يصير طاهراً أي لا يصح به الوضوء ولا الغسل وإذا لم يتغير فإنه يكون طهورا كما هو نتوضأ به ونغتسل به.

⚡لذلك قال:" *وإذا طبخ بالماء ما ليس بطهور أي الشاي مثلا...... أو خالطه فغلب على اسمه..مثل {الحبر}* غير الماء فصار أزرق مثلا  فإذا تغير هذا الماء بهذه المخالطة لا يصح به الوضوء أما إذا لم يتغير يكون على أصله.

*الماء المستعمل*:هو الماء المنفصل من بدن المتوضأ او المغتسل
 واحد يتوضأ ويسقط منه ماء في إناء.
فابن قدامة يقول هذا الماء صار طاهرا لا يستعمل في طهارة بعد ذلك
وهذه المسألة فيها قول آخر وهي أنه *طهور كما هو لأنه لم يتأثر بملاقاة بدن المتوضأ* وهذا هو الصحيح لأن الصحابة كانوا يتقاتلون على وضوء النبي صلى الله عليه وسلم.

هذا والحمد لله والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته👋
تم بفضل الله🌹
بقلمي:داعية الشام✍🏻
لفضيلة الشيخ:شيخنا الفاضل نبيل الوهيدي حفظه الله.